أخبار وتقارير

جودة: الجهود الأردنية بتوجيهات الملك أثمرت بالإفراج عن العيطان

يمنات
أكد وزير الخارجية وشؤون المغتربين ناصر جودة أهمية توجيهات ومتابعة وحكمة ورؤية جلالة الملك عبدالله الثاني في متابعة حادثة اختطاف السفير الاردني في ليبيا فواز العيطان منذ بدايتها وحتى الافراج عنه وعودته الى وطنه وأهله سالما صباح امس، حيث كان في استقباله نائب جلالة الملك سمو الأمير فيصل بن الحسين ورئيس الوزراء.
وقال في مؤتمر صحافي عقده امس الثلاثاء ان الإفراج عن العيطان شكل نهاية كابوس عاشه كل الاردنيين خلال الاسابيع الماضية.
واعرب عن شكره وتقديره لرئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور وهدوئه وخبرته وادارته للازمة، مثلما شكر جميع اجهزة ومؤسسات الدولة التي واصلت الليل بالنهار لضمان الافراج عن السفير وعلى رأسها دائرة المخابرات العامة وجميع منتسبيها، الذين وصفهم بالجنود المجهولين، لافتا الى تنسيقهم الوثيق مع وزارة الخارجية، «وقاموا بدور اكبر من الدور الامني بالتفاوض والاتصال والتنسيق».
كما شكر جميع من اسهم في الافراج عن السفير، وجميع العاملين في وزارة الخارجية من دبلوماسيين واداريين.
وقال جودة :» كنا على تواصل مستمر مع ممثل الدولة الليبية السفير علي العيسوي الذي كان حلقة الوصل وقام بدور كبير ومقدر»، معربا عن شكره للعيسوي و وجهاء ورموز مدينة طرابلس خاصة منطقة الزاوية لدورهم في الافراج عن السفير وكذلك للملكية الأردنية التي كانت متأهبة لنقل السفير حال الافراج عنه.
وقال ان السفير العيطان دبلوماسي اردني مميز وشجاع وعندما تم تكليفه بتمثيل الأردن في بنغازي لم يتردد بالموافقة الفورية وسافر بذات اليوم الى بنغازي وخدم ليبيا وكان على علاقات ممتازة مع كل الليبيين ومر بتجربة صعبة ولكن خبرته وانتماءه ساعداه على ان يجتاز هذه المحنة.
واشار الى الجهد المكثف الذي قام به الاردن على كل المستويات، قائلا:»كان هناك تفاوض مستمر ووصلنا الى حقيقة الجهة الخاطفة منذ بدايات الازمة».
وأكد ان ما جرى عملية تفاوض تمت بين الحكومة الاردنية من جهة والحكومة الليبية من جهة اخرى.
وبين جودة :»ان السيناريوهات المعتادة في مثل هذه الحالات من الاختطاف هي إمَّا ان تكون ارهابا او لغايات ابتزاز سياسي أو مالي وهناك جهة تعلن مسؤوليتها عن الحدث منذ بدايته، لكن في حالة العيطان كان هناك هدف للجهة الخاطفة وكنا متأكدين انه من خلال الثقة بالنفس والقرارات السياسية الحكيمة سنصل الى هدفنا بإطلاق سراحه» .
واشار الى ان الجهة الخاطفة كان لها علاقة بالسجين الليبي في الاردن محمد الدرسي، مبينا ان مسار تسليمه لحكومته بمقتضى مذكرة تفاهم لإكمال مدة محكوميته هناك وفق اتفاقية الرياض، كان منذ اشهر مع الحكومة الليبية، لكن تم تسريعه بعد حادثة الاختطاف التي جاءت في خضم هذه الجهود.
واعتبر جودة اطلاق سراح السفير: «لا يعد تبادل سجناء لأن السفير ليس سجينا، ولا صفقة، وكنا نتعامل مع دولة من خلال ممثلها السفير العيساوي واخيرا تم الاتفاق بشكل نهائي على تسليم السفير مساء امس حيث حركنا طائرة فورا لنقله.
وفي رده على اسئلة الصحافيين اشار جودة الى ان الوزارة كانت لا تكثر من التصريحات اثناء فترة اختطاف السفير لأن أي تصريح او معلومة بغير مكانها قد تؤثر على سلامة السفير ومسار التفاوض ولكنها كانت تقوم بالتصريح عند وجود معلومة، مشيرا الى ان اخبارا كثيرة تم نشرها لم تكن دقيقة واثرت على معنويات اسرة السفير وذويه.
وحول أمن السفارات الاردنية في الخارج، رفض جودة ان يكون السيناريو الذي تم فيه الافراج عن العيطان يشكل خطرا في المستقبل. وقال «نتعامل مع كافة التهديدات بالحل الأمثل المطلوب، ونعمل على تأمين سفاراتنا والبعثات الدبلوماسية بما يتناسب مع حجم المخاوف».
واضاف» هاجسنا اليومي هو كيف نتعامل مع اي تهديد مباشر او غير مباشر لأي بعثة من بعثاتنا حيث هناك سفارات نطلب من الدول الموجودة فيها توفير الامن او نتعامل مع شركات خاصة لهذه الغاية او نرسل امنا من الاردن للحفاظ على هذه السفارات بحسب مقتضيات الحاجة».
وقال ان حادثة اختطاف العيطان كان لها مساران: الاول تنفيذ مذكرة التفاهم لتسليم الدرسي لإكمال محكوميته في ليبيا، والآخر الافراج عن السفير فواز العيطان، مضيفا :»انني اتحمل كامل المسؤولية عن كل ما يجري في وزارة الخارجية وهي مسؤولية دستورية». وحول الظروف الامنية في ليبيا وبقاء السفير هناك مع وجود تهديدات، قال جودة انه كان هناك تهديدات مباشرة في مرحلة ما وطلبنا حينها من العيطان العودة. واكد انه لا توجد وساطة من اي دولة عربية او غربية في الافراج عن السفير العيطان، مشيرا الى ان هناك الكثير من الدول التي عرضت الوساطة والمساعدة من خلال دبلوماسييها الموجودين في ليبيا فقط.
وحول امكانية ارسال سفير جديد الى ليبيا، قال الوزير سندرس ذلك في حينه ونحن نتعامل مع شعب ليبي علاقاته قديمة مع الاردن ويكن كل الاحترام للأردن وان السجين الدرسي تم تسليمه بناء على اتفاقية عربية (اتفاقية الرياض) التي نتج عنها مذكرة تفاهم بين الاردن وليبيا.
وقال جودة: ليست هناك مطالبة بأي سجناء آخرين وان الموضوع كان الدرسي فقط، مشيرا الى ان تعامل المملكة مع الحدث يعد رسالة للجميع بأن الدولة الاردنية واثقة من نفسها.
وحول استدعاء السفير الاردني من اليمن، قال جودة انه اجراء وقائي و رغم انه طلب اجازة خاصة للعودة الى عمان فإننا عجلنا في عودته.
المصدر: جريدة الدستور

زر الذهاب إلى الأعلى